القداس الإلهي
كثير من الناس لا يأتون القداسات وعندما تسألهم نجد إن احدهم يلتجأ إلى الأعذار الآتية:
- عدم معرفته الصلوات لأنها تقال باللغة القبطية أو انه يصيبه بالملل. لكن إذا بحثنا في ذلك نجد انه ليس حقيقي بدليل وجود أطفال صغيرة تستمتع به وتطلب أن تخدم في خدمة شماس. و هناك أناس لم تنال قسط من التعليم بسيط ولكنهم يفهمونه و يعرفون قيمته.
- الذي لا يعرف قيمة القداس يجهله بالفعل والقداس الإلهي له شهادات من طوائف أخرى يدركون مدى قوته وقداسته وقيمته لذلك يأتون ويحضرون لينالون نعمة و يحبون حضور القداس. فهو مجال للتعزية و حلول الروح القدس الذي يعمل بداخلنا. لابد أن نستمع بقلوبنا لصلاة القداس ونشارك في مرداته بقلوبنا و نعلن إيماننا الشخصي. لابد أن يصلى كل واحد عن نفسه ويعلن إيمانه الشخصي في كل مرد لتتقدم بعد ذلك لأسرار المقدسة باستحقاق فتبتعد الشياطين عنك.
- من الممكن أن تأخذ دروس في اللغة القبطية أو تتابع من الخولاجى. و مع المواظبة على حضور القداسات ستتمتع بروحه ونحن نحتفظ بأجزاء في الصلاة باللغة القبطية لأنها تراثنا و لتذكرنا بأصولنا. تأكد يا عزيزي أنك لو أدركت قيمة القداس الحقيقية ستدافع عنه و لن تتكلم عنه بجهل.
الكتاب المقدس
- إن كلام الكتاب المقدس ضروري لتوبتك و لدخولك السماء فهو يحتوى على كلام به روح وحياة. فالذي يقول انه لا يفهمه أو انه منشغل وليس لديه الوقت الكافي لكي يختلي بنفسه ويفتح كتابه المقدس في حين انه لديه وقت لأشياء كثيرة أخرى غير ضرورية فهو يهلك نفسه .
- السيد المسيح قال : “لأني لم أتكلم من نفسي لكن الآب الذي أرسلني هو أعطاني وصية ماذا أقول و بماذا أتكلم (يو12: 49)
و قال أيضا “الذي عنده وصاياي و يحفظها فهو الذي يحبني و الذي يحبني يحبه أبي و أنا أحبه و اظهر له ذاتي” (يو14: 21) - عندما تقرأ كلام الله ستشعر إن الكلام سيتحول إلى رؤية و ستجد أن الرؤية تصنع استنارة روحية و تأييد لك في حياتك ستجد أن الله يقول لك أنا معك لا أتركك و لا أهملك. إن كنت تحتاج إلى تبرير سأبررك و إن كنت تحتاج أن تتقدس سوف أقدسك. إن كنت تحتاج أن تتغير سأغيرك. إن كنت ضعيف سأقويك.
- لديك الكتاب المقدس هو كتاب واحد لتأخذ خبز الحياة. كتاب واحد للحياة الأبدية. و عدم قراءة الكتاب المقدس يعد خطية كبيرة جدا لأنه تعبير منك عن عدم الاهتمام بالله.
- يقال إن في أيام الأنبا انطونيوس جاء خطاب من الملك قسطنطين فتركه جانبا حتى ينهى قراءة الكتاب المقدس مع باقي الرهبان. و لكنهم سألوه باهتمام طالبين منه أن يفتح الخطاب، فقال لهم هل تهتمون بكلام الله المرسل إليكم مثل اهتمامكم بكلام الملك قسطنطين ؟!
- لابد أن تهتم بمعرفة كلام الله و فهمه و ليس خطأ أن تهتم وتسأل الأب الكاهن عما لا تفهمه، أو تبحث في الكتب لأنه بذلك ستفهم الحياة التي بداخله، فكلام الله مثل البحر كلما تتعمق بداخله تجد جواهر ثمينة فهو كتاب متجدد بطبيعته، غالى الثمن لا تطرحه جانبا بل استمر في دراسته .
- المعظم يهرب من الله لأنه قدوس و يكره الخطية، فيخجل من الخطية و يهرب مثل أدم وحواء “سمعت صوتك في الجنة فخشيت لأني عريان فاختبأت” (تك 3 : 10). ومثل بطرس ويوحنا ويعقوب في بستان جسثيماني كانوا في حالة إحباط ويأس لمعرفتهم أن الرب يسوع سيصلب عندما قال لهم ” هوذا الذي يسلمني قد اقترب ” فهربوا عن طريق النوم .
- القديس أغسطينوس قال : “يا رب من مثلك من يختفي من حر شمسك. حتى القلب القاسي لا يستطيع أن يبعد يدك عنه. لأنك إن أردت تقدر أن تطهرني. أنت يا الهي علمتني طرقك العجيبة. لأني تعلمت بك الحق فتركت من ادعوا أنهم يعرفون الحقيقة. يا رجائي منذ صباي. أين ذهبت عنى الم تخلقني و تميزني. عن الحيوانات. فلا تتركني اسلك حياتي مثلهم. التمس هذا من جودك يا محب البشر ألا توبخني بغضبك. لأنني أحزنت روح قدسك و أفنيت زماني في غير الواجب” ( من كتاب اعترافات اغسطينوس)
- لكي نكون علاقة جيدة بيننا و بين الله لابد من أن تحاول وضع قانون للجهاد. و كلما بذلت جهد كلما ستحصل على نعم و لقد أعطانا الله طريقة أخرى وهى أن تخدم فقراء و تخدم الناس أي” أحب قريبك كنفسك” إذا سلكت طريق محبة الناس ستصل إلى الله فالصليب عبارة عن خشبة رأسية هي العبادة المرتفعة كالبخور إلى الله و خشبة عرضية عبارة هي المحبة التي أعطيها للمحتاجين و الاثنين معانقة توصلنا لمحبة الله .